أخلاقيات العمل


أخلاقيات العمل

أحمد الهادي
ذهبت صباح يوم لمصلحة حكومية فوجدت الكثير من النقاط السلبية التى يفعلها الموظفون فمن التأخير نصف ساعة عن موعد العمل الرسمي إلى التحدث في أمور المعيشة والغلاء ومنهم من يتصل بأصدقائه وقت العمل أو يقرأ الجرائد اليومية، ومن يتناول الإفطار على المكتب بينما يقف عشرات المواطنين في انتظارهم، وبعضهم قد حصل على أجازة من عمله لقضاء مصالحه دون جدوى، والعجيب في الأمر أن هؤلاء الموظفين يفعلون ذلك وكأنه أمر بديهي معتاد يحدث في جميع أنحاء العالم، ولكنه حقيقة لا يحدث إلا في مجتمعاتنا العربية فقط.
كلنا يعلم الآيات والأحاديث التي تحض على إتقان العمل وعدم تضييع الأوقات في سفاسف الأمور، وكلنا يسمع الدروس وخطب الجمعة التي تؤكد فضل العمل وإتقانه لأن في ذلك نهوض وتقدم المجتمع ككل ليكون في المكانة اللائقة دوليًا كما كان في الماضي الذي نتذكره ونتمنى أن يعود مرة أخرى ولكن الواقع يقول أن أغلب العاملين في مجتمعنا العربي بكل مجالات الحياة يتعاملون بمنطق (مليش دعوة أنا مالي) كأنهم يقولون نحن غير مسئولين عن أي شيء يخص العمل وما يهمنا هو الراتب فقط.
المسئولية واجب واتقان العمل فرض شرعى وتضييع الوقت من الأشياء التى سيحاسب عليها الانسان يوم القيامة والمال الذى حصل عليه الفرد من عمله سيسأل عنه أهو من حلال؟وهل جاء بجد وتعب واخلاص؟ أم جاء على حساب حوائج الناس وبتضييع الساعات فى ما لا ينفع ؟ قليل من يفكر فى هذا الأمر رغم أهميته وخطورة نتائجه فهو معيار الأمانة والضمير وينعكس فى النهاية على أمم ومجتمعات بكاملها.
ومعلوم من خلال الإحصائيات العالمية أن معدلات ساعات العمل الحقيقية لدى الموظف العربي في اليوم لا تتجاوز نصف الساعة، وهو أقل معدل في العالم، مما يعني إهدار كم هائل من الوقت في العبث واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتناول المأكولات والمشروبات وغير ذلك، في حين أن العاملين بالدول المتقدمة معدلاتهم تزيد عن 6 ساعات عمل متواصل يومياً؛ لكن بعض الباحثين يشير إلى فوارق الخبرات والرواتب والمناخ الاقتصادي والتدريب المستمر بين الموظف العربي والأجنبي وهم قد يكونوا على صواب ولكني أرى أن المشكلة هي أزمة أخلاقية تخص العمل وكسب الرزق.
فالأرزاق معلومة عند رب العالمين ومهما كان الراتب بسيطاً فالبركة من الله تغني عن سؤال الناس، والشرع يوجب إتقان وجودة العمل والإنتاج ولا يعطي أي مبرر للإهمال وعدم تحمل المسئولية أو المطالبة بحقوق غير مستحقة أوعدم الاعتراف بالخطأ، وإذا فعل كل إنسان ما عليه من واجبات فسيتحقق النماء والازدهار دون أدنى شك.

أحمد الهادي
Share on Google Plus

About فريق العمل

0 comments:

Post a Comment