من تحت الركام
رؤى الدوماني
من تحت الركام .. وطبول الحرب تقرع وصفارات الإنذار تصدع .. حلمت
أن القدس عادت بلا مدفع .. أيعقل هذا؟! أم أني في الخيال أسرح؟!
إلى
من تُوكِلون مهمة تحرير الشعب والأرض؟
إلى
شاب تائه .. أو إلى طفل ضائع .. أم إلى فتاة لم تنضج !!
أين
هذا الذي يسمَى جيلُ الأقصى؟ لمَ إلى الآن لم يظهر؟!
كيف
سنقابل الله إذا سألنا عن قبلتنا الأولى؟ أنقول فرّط بها آباؤنا الأولون وكنا من
بعدهم،
أم أن ظروفنا لا تسمح !؟
دعوا
الخلافات الحزبية .. وكفوا عن إلقاء الأعذار الوهمية .. واسألوا أنفسكم سؤالًا
واحدًا: ماذا فعلتم لأجل الأقصى؟
ربما
تابعتم القضية ورفعتم الشعارات وقلتم القدس لنا ولم تفعلوا سوى السبات!
أهذا
يكفي أم أنه ضعف انتماء؟!
وهناك
من اكتفى بانتظار البطل المغوار ، ولكن قد يطول الانتظار ، فلم لا نصنع البطل
المحرر!
لمَ
لا نكون هذا البطل .. ربما سيكون أنا وربما أنتَ أو أنتِ !!
لمَ
لا نقسم على أنفسنا أن تحرير الأقصى من واجبنا فنسعى لهذا جادين وإن نصدق الله
يصدقنا
وما
يمنعنا من النصر وقد وعدنا به من رب العباد؟!
أوليس
ليس بيننا وبين النصر إلا الإيمان!
فما
كان نصرنا سابقًا بالعدة والعدّاد ، بل بقوة رب السماء، {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا
نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
فإن
سئمتم مرارة الهزيمة وانتظار الانتصار ،
فاذكروا ما حدث بأحد!
الصحابة
خير القرون وفيهم خير البشر محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لم ينتصروا هنالك أمام
صناديد الكفر والعصيان!
وفي
ذلك حكمة بالغة ؛ فماذا لو انتصر المسلمون في تلك المعركة؟ وقد علمنا أن بعض
الرماة خالفوا أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ألن يكون هذا سبباً كافيًا
لمعصية أوامر الرسول فيما بعد!
وهذا
ما يحدث معنا، فماذا لو انتصرنا ونحن على معصية؟
ألن
يدفعنا هذا النصر للتجرؤ على حرمات الله؟!
بل إنه
في هذه الحالة لن يكون نعمة بل نقمةً واستدراج ، فمن رحمة الله بنا أن أخّر النصر
حتى نستعد للأمر .
فلم
لا نري الله من أنفسنا خيراً لنستحق الفوز والأجر
؟
لا
تحملوا هم العدة والعدّاد وتآمر الأمم والأعداء فـ {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ
فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ}
أرجوكم
لا تقولوا غداً نبدأ فغداً قد يفوت الأوان ، ولكم يا جيل الأقصى تحية .. دمّتم ودامت
أمتنا.
يتبع
بإذن الله كيف نبدأ؟
0 comments:
Post a Comment