مؤمن سعد يكتب: بالملي


بالملي
مؤمن سعد(*)
كثيراً ما تشعر بالانتقاص في نهاية الشهر حينما تجد رئيسك المباشر لم يحسن تقييمك وتشعر أنه لم يوفيك حقك وأنه فضَّل عليك زملائك وأن أعمالك العظيمة طيلة الشهر ذهبت هباءًا منثورًا وأنه لو عاد بك الوقت ما كنت لتحسن في عملك كما صنعت.
ولكن هل سألت نفسك؟
هل قمت بما يتطلبه العمل بالفعل؟
هل أنجزت أهدافي حقاً؟
أم أنني زرعت في أرض غيري؟
يأتي أناس يوم القيامة لرب العالمين وقد بنو دور رعاية الأيتام وبذلوا الغالي والنفيس في خدمة أهل الحي ومساعدة الفقراء والمساكين وإطعام الجوعى وكسوة المعدوم وقضاء ديون الغارمين ، ثم يلقى بهم في نار جهنم خالدين.
لمَ ذاك ؟ .. لأنهم كانو يعبدون غير الله ، فذهبت أعمالهم يوم القيامة سدى ، وانتفع بأعمالهم خلق كثير وهم أبعد الناس عن خيرية أعمالهم يوم القيامة.
من هذا المثل أردنا أن نوضح أمراً في غاية الأهمية في العلاقة بين الرئيس والمرؤوس أو بين الشركة والموظف ألا وهو المعيار.
ما هو المعيار؟
هو ما يُؤْخَذ مِقياسًا لِغيره ، كُلّ ما تُقَدَّر به الأَشياء من كَيل أَو وزن.
ويمكن وصفه أيضًا: بأنه عبارة عن طريقة متفق عليها للقيام بالأشياء ، وقد يتعلق الأمر بإنتاج منتج ، أو إدارة عملية ، أو تقديم خدمة ، أو توريد مواد وخامات.
ببساطة ..
أنت حينما يطلب منك طلبًا ما في العمل مثل: كتابة تقرير أو شراء مواد خام أو أي من واجبات العمل ، هل يوضع معيار لنجاح تلك المهمة؟
إنك من الممكن أن تنهي كتابة التقرير ولكن بعد انتهاء الاجتماع الذي نرغب في دراسة بيانات التقرير فيه ، ومن الممكن أن تحضر المواد الخام في توقيت يجعلنا نخلف موعد التوريد مع العميل أو لربما نفقده.
فهذا لا يعني نجاحك في المهمة على الرغم من تأديتها على الوجه السليم والأمثل ، لأنك خالفت فيها معيار الزمن.
ومن الممكن أيضًا أن تقوم بعمل شاق جدًا ويترتب عليه إنجازات عظيمة ، ولكنها في غير اختصاصك فيصبح العمل ما هو إلا تطوعًا منك لمساعدة غيرك دون إذن رئيسك المباشر ، من هنا تنشأ الفجوات بينك وبينه في أنك ترى نفسك الموظف المثالي وهو يراك غير مجدي بالشكل المطلوب.
"المعيار" يحل لنا ذاك اللغز.
لا تتلقى أي عمل في واجباتك الوظيفية أو وصفك الوظيفي إلا ولابد أن تسأل وتعلم ما هو معيار نجاحي في هذا الأمر؟
هل المهمة لها جودة معينة لا يمكن تجاوزها ، أم أن هناك زمن محدد لا يمكن مروره دون إنجاز تلك المهمة ، لم ينتهي الأمر عند معرفة مهامك الوظيفية فحسب وإنما يجب أن  تتطرق لمعايير النجاح في تلك المهمة ، ساعتها سوف تسكت الطفل الصغير الذي ما لبث أن ينفك عن رئيسك المباشر حال تقييم أدائك.
----------------------------

* مدير الموارد البشرية بشركة بوبيناجكو للصناعات الكهربائية
Share on Google Plus

About فريق العمل

0 comments:

Post a Comment