فاطمة القاضي تكتب: ممنوع!



مشهد (1)
-         وانت عايز تطلع إيه ياحبيبي لما تكبر ؟
-         عايز ابقى طيار .
-         الله أكبر شاطر ياواد وتبقى تعمل خصم لعمك وتسفره معاك
مشهد (2)
-         وأنتِ ؟
- رائدة فضاء  ..
* يسعل العجوز ضاحكًا لتظن أنه سيخرج كبده أثناء سعاله *
المشهدين دول في حياتنا حتى لو حاولنا نتجاهلهم أو نرفع شعارات المساواة الموجودة بس على الورق .
الحقيقة أنا قبل ما أكتب سألت نفسي عن أحلامي كنقطة انطلاق يعني وبداية خيط للأفكار قعدت كثيرًا جدًا عشان ألاقى حلم أو فكرة عايزة أحققها .. أي حاجة ..
** ماما أنا عايزه ألعب في الشارع
لأ
 لأ ليه؟
عشان أنا قولت لأ**
أي نعم .. هو دا الحلم " ألعب في الشارع " ، ولو لاحظنا رد أمي اللي أصاب كل الفلاسفة والمفكرين بالعجز ، لأن ماتفهمش هل دا تهديد ، ولا ديكتاتورية ، ولا أسلوب إقناع موحد الاتجاه اللي هو " مش عاجبك اقفل الباب على بؤبؤ عينك عشر مرات " ، اللي يوصلنا إن اللي قدامك مستخف طلبك ومستخفك انت شخصيًا .
الطلب تحول لحلم وحلم صعب الوصول له كمان ، وإن حاولت بعدة طرق ملتوية إني أحققه ، على سبيل المثال إني ألعب مع بنات جيراننا الجداد ، ومع وضوح فرق السن وعدم معرفتي بقواعد ألعاب الشارع اللي بنلعبها على سلم بيتنا ، انقطعت علاقتي بيهم تقريبا .
ومع مرور كام سنة مش كتير قررت أتخلى عن حلم الطفولة وأركز ...
** بابا أنا عايزة أشتغل
لا
ليه؟
ماينفعش **
رد بابا ماتبقاش عارف أكرر الطلب تاني ، ولا أنت مش بتكلمني أنا أصلاً ، وعشان تحصل على الشجاعة وتستلهمها لعرض المناقشة في طلبك تاني تبدأ تحرّف في كلامه وتحقق طلبك بس في عقلك .. " ماينفعش دلوقتى بعد الغذاء اشتغلى " .. متخيل مدى الجمل اللي ممكن نجيبها بعد ماينفعش لتتحول ماينفعش " الحائط " لمينفعش " المؤقتة ".. متخيل !!

ومن حلم الطفولة لحلم الشباب نلاقي إن المساواة كلام فارغ ، وإن أهم حاجة الناس هيقولوا إيه ، فلو مدورتش على موهبة ابنك من وهو صغير ، و رفضت كل أحلامه البسيطة ، وقللت من كلامه وتصرفاته ، وماسعدتهوش يحلم وتحججت بالظروف  ، ما تستغربش من لا مبالاته وجزيرته اللي عمره ماهيسمح لك تخطيها ، لأن انت من البداية .. مش موجود .
Share on Google Plus

About فريق العمل

0 comments:

Post a Comment