شمس شمس
ترى لماذا يرعبني الابتعاد عن وطنى كل هذا القدر؟ رغم أنني الآن في مدينة القاهرة ، في العاصمة والتي لا تبتعد عن مدينتى سوى دقائق ، ورغم أنني آتي إليها كثيراً
أشعر أنني فقدت جميع حواسي مؤقتاً إلى أن أعود.
في الصباح أتيت إلى هنا.. إلى المدينة الواسعة التي يتوه فيها أمثالي من محبي الهدوء والدفئ.
العاصمة! .. هذه المدينة الجميلة المتحضرة تذوب فيها الخطوات. . فيها تستطيع أن تجد كل ما تريد .. لا تستطيع أن تحصي متناقضاتها. . بيوتا أشبه بالقصور وأخرى بالقرب منها تكاد تخنق ساكنيها!
في الطريق قابلت كهلاً مسناً من هؤلاء الذين يعتقدون أنهم أخبر من حولهم. . رجلاً نالت منه سنواته .. أخذ يعطي نصائحه التي لم يطلبها منه أحد كأنه يعتقد أن عدالة السماء أرسلته إنقاذا للبشرية.
وأنا معه .. أحب هذا النموذج البشري الذي لا يبخل بما يملكه ؛ مناقشة سريعه معه جعلتني ابتسم.
العاصمة .. فيها كل جنس ولون ودين وطباع ونفوس متباينة.
ولكن أريد العودة إلى مدينتي على البعد أراها بوضوح لا شيء يضاهي وضوحها فكل الأماكن دونها باهتة الشكل .. باهتة اللون .. وباهتة كل شيء.
وطني بالنسبه لي إحساس بالأمان.
غربة...
ما أقساها عندما تتضخم داخلك فتمتلأ حنينا لذكريات تخلت عنا سلفا .. لقصور بنيناها من لا شيء .. شيدناها من العدم. . أو حنيناً لكذبة تمنينا ألا يصفعنا أحدهم بحقيقة أنها مجرد كذبة .. إنها ليست لحظة يأس .. ولكنها الغربة توقظ أحزاننا داخلنا.
يا الله .. رد كل مغترب إلى وطنه.
0 comments:
Post a Comment