رسائل ديزني الخفية Disney Subliminal Messages


رسائل ديزني الخفية
Disney Subliminal Messages

هذه المسألة المشهورة التي أشار إليها (دان براون) في روايته المثيرة (شيفرة دافنشي)، حيث جاء على لسان بطل الرواية (روبرت لانجدون) عالم الرموز الشهير قوله: «وقد لقّب ديزني بـ (ليوناردو دافنشي) (1452 - 1519) العصر الحديث؛ فكلا الرجلين كانا سابقين لعصرهما، كما أنهما كانا فنانين يَتمتعان بموهبة فريدة من نوعها، وكان الاثنان ينتميان إلى جمعيات سرية، وقد كانا يتمتعان بشكل خاص بروح دعابة لا مثيل لها. وكان (والت ديزني) (1901 - 1966) كـ ليوناردو، يحب أن يَدُسّ رسائل مخفية ورموزًا سرية في فنّه. وكانت مشاهدة فيلم قديم من أفلام ديزني بالنسبة لعالم متمرس بالرموز، كمن يمطر بوابل من التلميحات والاستعارات».
وهذه الرموز أو الرسائل الخفية يمكن لنا تقسيمها إلى أنواع:

• الرسائل الجنسية.
• رسائل التنفير من كبار السن.
• رسائل التعايش وقبول الآخر Coexistence
• الرسائل العنصرية.
• الرسائل الشيطانية.

(الرسائل الجنسية)

فمنها الإشارات الجنسية الإباحية، وهي عند التدقيق ومطابقة المقاطع المبتورة المنتشرة مع مثيلاتها الأصلية للأفلام في سياقها تجد أن الكثير منها لا يثبت، والمثال المشهور على ذلك هو المقطع المعروف باسم
(Mickey making Swiss cheese)
فهو مركب من ثلاثة مقاطع مجمعة من فيلم
(Steamboat Willie)
الصادر عام 1928 والذي يُعد هو الظهور الأول لميكي مع صديقته ميني.
أما بعض الإشارات الجنسية الأخرى (وهي الأظهر في هذا السياق)؛ فهي تعود في المقام الأول إلى عبث الرسامين أنفسهم، وما ثبت من ذلك بالدليل هو ما تحدثتْ عنه صحيفةُ (نيويورك تايمز) في 9 يناير 1999 عما حدث في اليوم السابق من سحب الشركة لـ 3.4 مليون نسخة من فيلم (المنقذون) الكارتون الصادر عام 1977، وذلك لما يظهر في أحد اللقطات السريعة من جسد امرأة عارية تقف في إحدى النوافذ بالخلفية، في مشهد سريع لا يمكن ملاحظته في سرعة المشاهدة الطبيعية، ولم يكتشف إلا مؤخرًا. وجاء في الخبر أن هذا القرار من الشركة هو الأول من نوعه، وذلك على الرغم من تحذير بعض الجماعات الدينية مما تحتويه أفلام أخرى لديزني من كلمات وصور خطيرة.
وهذا فيما يتعلق بالإشارات الصريحة. أما فيما يخص المثيرات الجنسية (التقليدية) الأخرى؛ فحدّث ولا حرج، ولا يكاد يخلو منه فيلم.

(رسائل التنفير من كبار السن)

بعض الإشارات أيضًا تحمل انطباعات سيئة عن كبار السن؛ ففي الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة (بيرجهام يونج) بولاية (يوتا) الأمريكية أظهرت النتائج أن نحو 42% من شخصيات ديزني من كبار السن خدمت أدوارًا شريرة وسلبية.

(رسائل التعايش وقبول الآخر Coexistence)

أما رسائل التعايش وقبول الآخر -مهما بلغ الشذوذ بسلوكه أو اعتقاده-؛ فتزخر بها الكثيرُ من الأعمال، خاصة الأخيرة منها، على سبيل المثال فيلم (شركة المرعبين المحدودة) (2001)، تحديدًا في العلاقة بين الطفلة (بوو) والوحش (سوليفان)، وكيف تحولت الوحوش المرعبة في نهاية الفيلم إلى كائنات جالبة للفرح والسعادة، وفيلم (راتاتوي) (2007)، حيث ترى كيف صار الفأر (القذر) كائنا محبوبًا، يطهو الطعام في أرقى مطاعم باريس، ويشهد له (أنطون إيجو) ناقد الطعام القاسي الذي يَخافه جميع الطهاة... والأمثلة غير ذلك كثيرة جدا.

(الرسائل العنصرية)

هذا بخلاف الرسائل العنصرية التي احتوى عليها الكثير من أفلامه (وليس هو فقط)، والتي تفيد تفوق الجنس الأبيض على باقي الأجناس، ومثاله فيلم (ميكي في بلاد العرب) الصادر عام 1932، وظهور القطط الشريرة ذات الملامح الآسيوية في فيلم (النبيلة والشارد) الصادر عام 1952، وشخصية (القنطور) الخادمة الأفريقية (صن فلاور) في مقطع (السيمفونية الريفية) من فيلم (فانتازيا) الصادر عام 1940، والتي تم حذف المشاهد الخاصة بها في عام 1968 بسبب الاعتراض على عنصريتها المهينة.

(الرسائل الشيطانية)

أما فيما يتعلق بالرسائل الشيطانية، فهذا ما لم أقف فيه على دليل واضح معتبر، وكون ديزني ماسونيّا كما يُشاع، فهذا حق لا يخفى، والتحاقه في شبابه بمحفل (دي مولاي) الدولي/ العالمي المؤسس في عام 1919 ثابت تاريخيّا، بل كان أحد أبرز أعضائه وأشهرهم، وقد يكون لهذا أثرٌ في إصدار شركته من بعده فيلم (الكنز الوطني) بجزئيه الصادرين عامي 2004 و2007، والذي يَحكي عن مغامرة يُؤدي بطولتها الممثل الأمريكي (نيكولاس كيج) للبحث عن كنز الآباء الماسون المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، والذي توارثوه جيلًا بعد جيل من جماعة فرسان الهيكل السرية، وأخفوه بإشارات وألغاز بالغة التعقيد، وهذا باعتبار كيج هو عالمَ الألغاز العبقري، وسليل هذه العائلة الخطيرة. وبعيدًا عن التطرق إلى تاريخ الماسونية المبتورة أسانيده، فلا أرى أنها -والجماعات السرية عمومًا- لها هذا التأثير البالغ على هذا الكوكب، بل أرى أن قوتها الحقيقية تكمن في هالة الغموض التي تُحيط نفسها بها، وتأثيرها في المقابل رمزي محدود، وهو من باب الاعتزاز، أو أشبه بتفريغ الشحنة الاعتقادية.

وأخيرًا، فما يُشاع عن انتساب ديزني لـ (كنيسة الشيطان) أو عن وجود علاقة بين ديزني وبين (أنتون لافي) (1930 - 1997) مؤسس الكنيسة، بدعوى أنَّ الأخير نَص في كتابه (الطقوس الشيطانية) ، في الفصل الخاص بطقس (ليلة على الجبل الأجرد)، نَص على استلهامه من المقطع الذي يحمل الاسم ذاته في فيلم ديزني الشهير (فانتازيا) المذكور آنفًا، والذي صور فيه مقطوعة الموسيقار الروسي (موديست موسورسكي) (1839 - 1881) التي تحمل نفس الاسم، وتحكي عن ليلة (الهالويين) التي يصعد فيها الشيطان إلى هذا الجبل الأجرد ويُخرِج الأرواح الشريرة من قبورها لتطوف وتجول في الأرض ثم تعود إلى مثواها عند طلوع الشمس.
فيوصي لافي أتباعه عند أداء هذا الطقس بقوله: «لو وقعتم في شك أو اضطراب، فيمكنكم الاسترشاد بموديست موسورسكي أو والت ديزني».
If in doubt, Modeste Mussorgsky or Walt Disney can be your guides.”

وتجد هذا التعسّف في إثبات العلاقة بينهما في حين أن تاريخ إصدار فانتازيا كما ذكرنا هو عام 1940، (أي قبل تأسيس الكنيسة في عام 1966، وكان لافي يَبلغ من العمر وقتها 10 سنوات، في حين أن والت ديزني كان يبلغ من العمر 39 عامًا)، مع الأخذ في الاعتبار أن ديزني توفي في نفس عام تأسيس الكنيسة (1966) فما بالك وأن تاريخ إصدار الطبعة الأولى من كتاب (الطقوس الشيطانية) هو عام 1972؟!

--------------
اقرأ المزيد في كتاب The Villains - الأشرار
Share on Google Plus

About فريق العمل

0 comments:

Post a Comment