د. بسمة هنداوي
الزمان : "1925"
المكان : إحدى قرى الصعيد الجواني في دار الحاج سالم الهواري
..
في صباحٍ مشمس ..
جلس الحاج سالم على دكةٍ في شرفة منزله يرتشف رشفاتٍ من فنجان شاي صعيدي من يد زوجته ..
وإذ بابنه مجاهد
يدخل عليه مهرولاً قائلا:-
يا حاج يا حاج
.. إلحق يا حاج
الحاج سالم: إيه
يا واد ..كتك سارعة في معاميعك .. انطج .. فزعتني .. مالك في إيه ؟!
مجاهد : مبروك ياحاج
جالك جواب من الداكتوور محمد ابنك من مصر
الحاج سالم : ياصلاة
النبي يا ولاد .. احلف يا واد .. ده آخر جواب وصل حِدانا كان من خمس شهور .. بينا يا
واد على الشيخ صالح يجرالنا الجواب.
بعد ما قرأ لهم الشيخ
صالح الخطاب وطمأنهم على أحوال الدكتور محمد.
الحاج سالم : الله
لا يسيئك يا شيخ اكتبلنا جواب وجول له إن فرح البت صباح أُخته الشهر الجاي ولازمته
ياجي .. بس يارب الجواب يوصل قبل ما صباح تخلف
عدى شهر واتنين وصباح
تزوجت .. ومحمد ميعرفش
أصل الجواب موصلش
.
*******************************
في "2015"
إيمان: هات يا علي
الموبايل من على السفرة عشان أكلم تيتة سكايب
علي: حاضر ياماما
ترن ترن ترن
إيمان : ألو .. ازيك
يا ماما .. عاملة إيه
ماما: الحمد لله
يا إيمي عاملة ايه .. والجو حرَّرْ عندكم في الإمارات ولا لسة
إيمان : آه.. جدا
يا ماما .. ورطوبة مش ممكن
بقولك يا ماما قوليلي
بسرعة طريقة المكرونة بالبشاميل علشان أبو علي طلبها مني امبارح وقرَّب يرجع من الشغل
وعايزة أعملها بسرعة ... ولما
اخلص ونتغدى هكلمك أطمنك.
ماما : اكتبي عندك
(.......) وابقي طمنيني بقى واوعي تقعدي على الفيس وتنسيها تتحرق في الفرن .. أصل أنا
عرفاكي
****************************
بعد الموقفين السابقين
.. ظهر جلياً الفارق الكبير بين الماضي والحاضر.. وأثرُ الإنترنت في تيسير تواصل البشر
ببعضهم
.
إذا فكرنا قليلاً
في هذا التطور، أليستْ هذه نعمة تستوجب شكر
الله.
إن شكر النعمة قلبيٌّ
وعملي.
قلبيٌّ، باستشعار
نعم الله وشكره عليها
أما العملي .. حسن
استغلال هذه النعم فيما يحبه ويرضاه .. والبعد عن استخدامها فيما يغضبه
-
كالحفاظ على صلة الرحم باستمرار
-
ونشر ما يرضي الله ، ويشهدُ لي يوم الدين على مواقع التواصل كالفيس بوك
والإنستجرام وتويتر وغيرها .. فبإمكانك أن تكون داعيةً لله من مكانك .
-
وأيضاً عدم استخدامه كوسيلة للصداقات المحرمة
بين الجنسين .. أو مشاهدة مواقع مُخِلَّة .. أو سماع ما يغضب الله ونشره ؛ لأن كل هذا
في ميزان حسناتك أو سيئاتك يوم
القيامة.
فاجعل نعم الله طريقاً
يقربك إلى الجنة ولا
تجعلها طريقاً يلقى بك في جهنم .
قرر من اﻵن كيف حالك عندما يسألك
الله كيف استخدمت نعمه ... هل ستفرح أم ستبكي
ندماً يوم لا ينفع فيه الندم !!
اللهم استخدمنا في
الدعوة لدينك ولا تستبدلنا .
0 comments:
Post a Comment